العلاقة بين الإلحاد والإرهاب

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسوله وعلي من تبعه باحسان الي يوم الدين وبعد
من الملاحظ جدا ان المجتمع قد تعرض بشدة لمهاجمته ومحاربته من طرق مختلفة ومن اكبر تلك الطرق تأثيرا في المجتمع هي طريقة التغيب الديني وانطفاء مصباح الدين الذي ينور الطريق للبشرية بكيفسة العيش في الحياة لان الدين هو منهاج من خالق الحياة للمخلوق في الحياة
فاذا اراد مجتمع ان يدمر الاخر لابد من تدمير ذلك المنهج فيضل الطريق ويهدم نفسه بنفسه
لذا قد سلطنا الضوء علي تلك الظاهرة وهي ظاهرة الوعي الديني وناتج عدم وجودها وهي بمثابة عملة لها وجهين
الزجه الاول الارهاب وهو الناتج عن عدم فهم النصوص الدينية بصورة صحيحه
والوجه الثاني وهو الالحاد وهو الناتج عن عدم فهم النصوص الدينية تماما
وبما ان المجتمع له جهاته الرئيسية التي توجهه وهما الناحية الدينية والفنية والأمنية
فلابد من مناقشة تلك الظاهرة من هذه النواحي الرئيسية المبني عليها المجتمع
وقد ناقشنا متخصصين من تلك الجهات في نفس القضية حتي يتم الاحاطة بتلك القضية من جميع نواحيها ومن اين جائت وكيف وما علينا لمواجهتها
اولا الناحية العلمية الشرعية (الدينية) فقد ناقشنا الاستاذ أحمد مصطفي أبو طايل وهو ممثل للأزهر في بريطانيا وعدة دول ويتكلم باسم الاسلام وكذلك يمثل الازهر في كثير من القنوات العربية والعالمية
ودار النقاش فقلنا السؤال الاول
ما الأسباب المؤدية لكل من الإلحاد والإرهاب؟
فأجاب قائلا :
تتعدد الأسباب المؤدية لكل منهما وتتشعب إلى حدٍّ يصعب معه حصرها، ولا أعلم سببًا يؤدي بمفرده إلى الإلحاد (فلو قلنا مثلًا إن الاضطرابات النفسية تؤدي إلى الإلحاد، فإنها لا تؤدي بمفردها، بل لا بد معها من عوامل أخرى كالجهل بأمور الدين، والبيئة المواتية لمثل هذا التحول)، وإنما تتكالب الأسباب على المرء –وإن تفاوتت درجاتها- حتى تهلكه أو يعينه الله عليها ويعصمه منها، وقبل أن أجملها في محاور رئيسية، ينبغي التنبيه على أن تلك الأسباب إنما هي محض عوامل محفزة لا أكثر، وأنها لا توصل بالضرورة إلى النتيجة نفسها في كل الحالات ومع كل الأشخاص؛ نظرًا لاختلاف طبائعهم وغرائزهم ومحيطهم وقدراتهم العقلية والنفسية، والأمر أولًا وأخيرًا إنما يرجع إلى عناية الله وهدايته –سبحانه وتعالى-؛ فهو مقلب القلوب، وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
وبعد، فإن من أخطر الأسباب الموصلة إلى الإلحاد، والدوافع الباعثة عليه الجهل بأمور الدين، سواء كثر هذا الجهل أو قل، فإن الجهل بمسألة واحدة قد يوقع المرء –لا سيما ضعيف الإيمان- في شبهة لا يقدر على دفعها، فتتمكن من قلبه إلى أن يُلحِد. وكذلك يؤدي (2) المناخ المحيط بالإنسان دورًا محورًّا في هذا التحول من عدمه، فقد يكون المرء مُحاطًا ببيئة إسلامية ممسوخة أو مشوهة؛ مما يبعث على النفور منها ومن كل ما له علاقة بها. وقد يكون مُحاطًا ببيئة إلحادية تُزين له سوء عمله وتُلهيه عن سوء عاقبته، سواء كانت هذه البيئة على أرض الواقع، أو المواقع الإلكترونية. ومن المستحيل أن يلحد أحدهم من دون أن يمر (3) باضطرابات نفسية، سواء كانت انهزامية –كمن نزل به بلاء؛ فأصابه اليأس والقنوط-، أو طُغيانيَّة –كمن يتوهم استغناءه عن الحيِّ القيوم، الرزَّاق، الْمُدبِّر- وهذا غرور وتكبر لا يقول به إنسان سويٌّ أبدًا.
وأسباب الإرهاب رغم أنها دائمًا ما تكون أيديولوجية، بيد أنها لا تخلو من تلك العوامل السابق ذكرها في الحديث عن الإلحاد، لا سيما إن كان الإرهاب باسم الدين، وهو أقل من غيره لولا تسليط الضوء عليه. فإن هذا التحول الفظيع يحتاج إلى نفسية مضطربة، ومناخ مواتٍ، ومبرر عقلي لا يمر سوى على جسر من الجهل

وكان السؤال الثاني
ما مدى خطورة كل من الإلحاد والإرهاب على المجتمع المصري؟ وأيهما أخطر؟ ولماذا؟
فأجاب بقوله كثيرًا ما نسمع عبارات يرددها بعض العوام من قبيل: "ما تسيبوا اللي يؤمن يؤمن واللي يكفر يكفر"، و"ربنا ادى الحرية للناس إنها تكفر بيه، إنتو ليه مش عاجبكم؟!"، ... إلخ. وبغض النظر عن صحة هذه العبارات في ميزان الشريعة الإسلامية؛ لأن بعض الناس وللأسف الشديد ممن يُقدِّمون أحشاءهم على حساب عقولهم، وشهواتهم على حساب صلاحهم، ولا يكترثون سوى بمتاع هذه الحياة الدنيا البائد، ولذا سأخاطبهم بما يستوعبون، وسأذكر بعض المخاطر المترتبة على الإلحاد في مصرنا الحبيبة لعلهم يحذرون:
إن انتشار الإلحاد معناه هدم المنظومة الأخلاقية، وهدم المنظومة الأخلاقية وحده كفيل بخراب هذا الكوكب وتدميره. فالإلحاد إنكار للخالق الحكيم العليم الْمُشَرِّع، وإنكار الخالق -سبحانه وتعالى- يُسوِّغ ارتكاب جميع الجرائم والفواحش بما في ذلك القتل والسرقة والزنى ونكاح المحارم والشذوذ الجنسي، بل وإبادة ملايين البشر! وكما قال دوستويفسكي: "إذا غاب الإله؛ فكل شيء مباح." وما الشاهد التاريخي عنا ببعيد؛ فقد أودت جرائم الإلحاد بأرواح عشرات الملايين من البشر، وهذه هي النتيجة الطبيعية والمنطقية لغياب المنظومة الأخلاقية التي مصدرها الوحيد هو الدين.
ولذلك فإن الإلحاد لا يُقارَن بالإرهاب أصلًا؛ لأنه هو عين الإرهاب، بل هو الإرهاب المطلق الذي لا حدَّ له، فكل ما تراه عينك أو تسمعه أذنك أو يُخيَّل في ذهنك من وحشية ودمار وفحش ودماء، كل هذا مباحٌ في فلسفة الإلحاد العقيمة، ولا يُنكره إلا جاهل بالإلحاد ولوازمه وشواهده، أو ضالٌّ مضلٌّ، وما أكثرهم في هذه الأيام.

قلنا السؤال الثالث
ما مدي انتشار كل من الإلحاد والإرهاب في المجتمع المصري؟ (ما حجم كل منهما، وهل يصح أن نطلق على كل منهما ظاهرة؟
فأجاب قائلا أرى أن أكثر الملحدين في مصر لا يجرأ على التصريح بإلحاده للملأ (وإن صرَّح به لبعض المحيطين به)؛ وذلك إما لخوف من الضغوط المجتمعية، أو تهربًا من النقاشات العقلية التي قد تكشف سوأته أمام نفسه والناس. ومع ذلك، لا يُساورني مثقال ذرة من شك في أن بوابة الإلحاد الحقيقية هي مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فهي الملاذ الآمن والمرتع الخصب. وبناءً على ذلك، أعتقد أن الآلية الأمثل للوقوف على حجمهم الحقيقي إنما هي تتبع معاقلهم وأماكن تجمعهم على الإنترنت، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المعاقل لا تفرق بين دولة وأخرى، وإنما تجمع ملاحدة العالم العربي أجمع. وبإجراء استطلاع بسيط لأعداد المشتركين في قنوات أبرز ملاحدة العالم العربي على اليوتيوب، تبين أن أكثرها لا يتجاوز عدة آلاف مشترك، بينما لا تتجاوز أكبر قنواتهم وأشهرها ربع مليون مشترك، وهي الوحيدة –فيما رأيت- التي تجاوزت مائة ألف مشترك. ومعلوم أن من بين هؤلاء المشتركين كثير من المسلمين وغيرهم، سواء المنشغلين بالرد على الشبهات، أو المستكشفين لهذا المستنقع، أو حتى ضعاف الإيمان. ومن ثم؛ فإن العدد التقريبي للملحدين في مصر على أقصى تقدير لا يتجاوز بضعة آلاف. وهذه وإن كانت نسبة ضئيلة، إلا أنها سرطان يجب استئصاله قبل أن يستشري في جسد أمتنا.

وأخيرا سألناه السؤال الرابع كيف تري أثر الدعاة الجدد في مواجهة عدم الوعي الديني ؟
فأجاب قائلا ان الدعاة الجدد معظمهم يخفون أشياء ويبدون أشياء من الاسلام مع العلم ان الدين يؤخذ كاملا لا يجزء ولا يخفي منه شئ
فهم يفسدون في صورة الدين أكثر مما يصلحون بما يفعلون
ولذا قد قرأنا تصريحات عدة لبعض الملحدين بذلك أن الدعاة الجدد لم يصلحوا صورة الدين بل أخفوا بعضه مما ونهجوا منهاجا عجيبا مما تصورنا نحن منه ان الدين ليس صحيح لان الصحيح لا يخفي منه شئ
ولابد من وضع حدود لذلك العبث أمنيا وعلميا من قبل أهل العلم المتخصصين .
...
وبصفة الاستاذ أحمد أبو طايل أنه ممثل للأزهر في دول عدة ورأي المجتمعات الغربية وتعاملها مع الاسلام والمسلمين فقد سألناه عدة أسالة بهذا الموضوع كالتالي
1/كيف تري تعامل الغرب مع الإسلام والمسلمين ؟
قال هو مجتمع يتقبل فكرة الاسلام كما انه يتقبل بقية الافكار بمنظور التعدد والحرية مع العلم ان هذا هو الوضع العام لكن هناك فئات لا يتقبلون اي مناقشات او افكار الا ما تربوا عليعا منذ صغرهم لكن لازال التمييز والعنصرية مرض يسيطر علي بعض فئات الشعب الغربي مما لا يؤدي فقط لتمييز المسلم عن غيره بل المسلم عن غيره والاسود عن الابيض والفقير عن الغني .
2/هل المسلمون مضطهدون من الحكومات الغربية ؟
ما اراه ان معظم الحكومات ليس هكذا بل معظمهم يتقبلون الدعوة في بلدانهم وذلك مانراه واضحا من أثر الدعاة المسلمين وتجولهم ودعوتهم في البلاد الغربية وذلك لتسليط الضوء علي تلك الانظمة ولذلك لديهم المخافة من اضطهاد المسلمين في دولهم
بل هناك مسلمون في تلك الدول يتولون مناصب عالية مثل أمريكا التي يوجد بها إثنين من أعضاء مجلس الشعب مسلمون
وبريطانيا يوجد بها عدد من المسلمين يتولون مناصب عالية
لكن لابد ان نعلم انه كلام علي سياق العموم مع العلم انه هناك بعض الانظمة المضطهدة فعلا لكن مقارنة مع العام فهم ليسوا مضطهدون .
3/ما رأيك بمقولة محمد عبده المشهورة بأنه وجد هناك إسلام بدون مسلمون وهنا مسلمون دون إسلام ؟؟
هذا قول سطحي جدا وخطأ من نواحٍ عدة
لان الامام هنا كان يقصظ الاخلاق في التعامل كالامانة والكذب وماشابه فلما وجد هذا قليل في تلك الدول قال مقولته
فدعنا نصحح ذلك الخطأ بأن ذلك جزء من الدين وليس هو الدين فهذه الاخلاق بل هي جزء من القيم الاخلاقية الاسلامية فهي جزء من جزء من الدين فكيف نمثل وجود الدين فيها !؟
فالعري والزنا والاغتصاب والتحرش يملئون شوارع تلك الدول فهل هذا اسلام ؟
وكذلك اخلاقهم في المعاملات بين الرجل والمرأة فهي دون قيود اخلاقية فاين الاسلام من ذلك !
ولابد من العلم بأنه لا يمكن وجود إسلام دون مسلمون لان المنهج وهو الاسلام لا يطبقه الا الممنهج له وهو المسلم
فهي مقولة مبالغ فيها الي حد كبير ولا تصح .
4/ ما هي خلفية او نظرة الشعوب الغربية للإسلام ؟
من المعلوم ان الاعلام الغربي يريد تشويه صورة الاسلام لاكبر حد ممكن وبالفعل الاعلام الغربي قد كان سببا في تشويه الصورة الصحيحه للدين لكن بمقابل ذلك فالمسلمون في تلك الدول يعكسون تلك الصورة تماما في معاملاتهم وأمانتهم وأخلاقهم ودعوتهم ومنطقهم وثقافتهم وتقبلهم للمناقشات وإلتزامهم بدينهم فالحمد لله الذي جعل بمقابل تلك الصورة التي يشوهها الاعلام أُناس يعكسون الواقع الاسلامي الصحيح والعاكس للصورة التي ينقلها الاعلام
فجعل بمقابل إعلام مرأي ومسموع وهو الغربي
إعلام واقعي متعايش وهو المسلمون فنجحوا بصورة كبيرة في تحقيق الوعي الصحيح للدين الاسلامي الحنيف .
5/ما مدي تقبل الشعب الغربي للدعاة المسلمين ؟
الشعب الغربي متميز بسماعه لمختلف الافكار والاشخاص وذلك في معظمه وليس جمعه و لذا هو يتقبل الدعوة بشكل جيد ومقبول ويقبل المنطق في المناقشات ولذا ينتشر الاسلام بصورة كبيرة جدا في العالم الغربي وكما بينت الإحصائيات أن أسرع الاديان انتشارا علي مستوي العالم هو الاسلام .

تعليقات

المشاركات الشائعة