العلم ينفي وجود الله

 في هذا المقال سنبدأ بأول شبهة عند الملحدين، وهي في قضية وجود الله

لأن الملحدين يقولون أن علميًا يستحيل إثبات وجود الله ولكن الطريقة الوحيدة لإثبات أو نفي أي شيء هو العلم التجريبي.
ويستدلون بقول برتراند رسل:وهو أن الذي يعجز العلم عن اكتشافه لا يستطيع البشر معرفته.
وقول العالم االمعاصر:جي بي مورلاند أن العلم وحده عقلاني، العلم وحده يحقق الحق، وكل شيء آخر مجرد عقيدة ورأي، ووصل لحد القول أنه إذا كان هناك شيء لا يمكن قياسه أو اختباره بالطريقة العلمية فلا يمكن أن يكون صحيحًا أو عقلاني.
ويستدلون بأنه إذا كان الوجود الإلهي لا يمكن اثباته بالطريقة العلمية التجريبية وبالتالي لا يصح الإيمان بوجود الله.
ويستدلون بقول يوجين سكوت(لا يمكن أن نضع إله كلي القدرة في أنبوبة اختبار.
وهذه تساؤلات تدور في عقل الملحد وهذه الفلسفة أو هذه الفكرة تسمى بالعلموية واعتبار العلم التجريبي هو المصدر الوحيد للمعرفة يسمى بالعلموية القوية واعتبار العلم التجريبي هو أصح مصدر من مصادر المعرفة وهذه تسمى بالعلموية الضعيفة.
لكن الفكرة الرئيسية هي أن العلم التجريبي هو الفيصل في أي شيء، فإذا أثبت العلم التجريبي هذا الموضوع إذن هو صحيح وإذا لم يثبت العلم هذا الموضوع إذن هذا الموضوع خاطيء وإذا لم يستطع العلم التجريبي معرفة هذا الموضوع إذن من المستحيل أن نعرفه وهذه وجهة نظر خاطئة
وقبل الدخول في الرد المفصل لهذه الشبهة، يوجد نقطة مهمة يجب إيضاحها وهي إن لو العلم لم يُثبت وجود الله فهل يعني هذا أن العلم ينفي وجود الله؟ بالتأكيد لا لأنه إذا كان لدي شاي هذا لا يعني أنه ليس لدي قهوة.
وعلميًا العلم اكتشف 10% فقط من الكون، فهل هذا يعني أن العلم ينفي وجود 90% من الكون، هو لم يكتشفه بعد ولكن لم ينفي وجوده.
ومن الأشياء المهمة التي يجب علينا أن نفهمها، إن العلم التجريبي له قددرات وحدود لا يمكن أن يتخطاها.
وببساطة وبشهادة كل العلماء والملحدين أنفسهم، قدرات الإنسان محدودة, والعلم التجريبي من صنع الإنسان صاحب القدرة المحدودة, إذن العلم التجريبي محدود.
إذن المشكلة تكمن في تقديس ومُغالاة بعض الناس للعلم التجريبي، فيخرجونه عن مجاله، ويستشهدون به في مجال لا علاقة له به من الأساس، وعندما يعجز عن الاكتشاف يقولون أنه ينفي هذا الشيء, على الرغم من أن هذا ليس من اختصاص العلم التجريبي أساسًا.
العالم ستيفن جاي غولد يقول(العلم لا يمكنه بأساليبه المشروعة أن يتخذ قرارات فاضلة في قضية وجود الله، فنحن لا نؤكدها ولا ننكرها ولكن بصفتنا علماء تجريبيين لا يمكننا التعليق عليها أصلًا)
وأكدت الأكاديمية الأمريكية للعلوم على هذا فقالت(العلم هو وسيلة للمعرفة عن العالم الطبيعي وهو قاصر على تفسير العالم الطبيعي من خلال الأسباب الطبيعية لذلك لا يمكن للعلم أن يقول أي شيء عن ما هو فوق طبيعي فمسألة وجود الله أو عدم وجوده هي أمر يقف العلم تجاهه على الحياد.)
إذن فتقديسك ومُغالاتك للعلم التجريبي هو مبدأ خاطيء انطلقت منه لنفي وجود ما لا دخل للعلم فيه.

تعليقات

المشاركات الشائعة